الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لينا شاماميان تنقذ ما تبقى من مجد قرطاج

نشر في  14 أوت 2017  (15:46)

بين "ها الأسمر اللون" و"كي يضيق بيك الدهر" وعلى نغمات الدبكة السورية والزكرة والطبلة التونسية انساب صوت ابنة دمشق والقدود الحلبية لينا شاماميان دافئا ليحرك مشاعر كل من تحول مساء الأحد الى الركح الأثري بقرطاج.
لينا شاماميان صاحبة الأصول الأرمنية تغزلت بسوريا فغنت "شآمٌ أنت فتاتي وأمي، حضنت صباي فهل فيك أكبر" واحتفلت بعيد المرأة التونسية فالتحفت العلم التونسي، وغنت "شامة" وأم الزين الجمالية " وجيبولي خالي .
وعلى ركح المسرح الروماني لم تكتف صاحبة الصوت النوستالجي باللهجتين السورية والتونسية بل غنت من التراث الأرميني لتثبت أن الموسيقى هي لغة كل الشعوب.
وبصوتها الملائكي نجحت لينا شاماميان في اقتحام فؤاد الجمهور التونسي الذي لم يتأخر عن موعده وحضر بأعداد غفيرة في سهرة قرطاجنية لن نبالغ ان قلنا أنها الأفضل على جميع المستويات مقارنة بكل سهرات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي.
ولأنها تحترم قيمة مهرجان قرطاج وجمهوره كانت لينا شاماميان مثالا للانضباط حيث وفي تمام العاشرة ليلا اعتلى عازف الترومبيت السوري "باسل رجوب" الركح وقدم معزوفة، لتصعد بعده "لينا شماميان" بثوبها الأحمر الأنيق وفي هدوء تام جلست على كرسي لتداعب باناملها آلة "الطنبور" الأرمني وهي تشدو بتهويدة بالأرمنية والإنجليزية.
ودون الاستعانة بكورال كما وعدت سابقا غنت "لينا" عددا من أغانيها من "قصة عشق"، و"لما بدا"، و"على موج البحر"، و"تدمر"، و"بالي معاك"، و"رسائل"، و"شام"، و"ها الأسمر اللون"، "يا مال الشام"، ورددت على انغام الطبلة والزكرة وبمرافقة العازفة التونسية سمر بن عمارة كوكتالا تونسيا اشعل حماس جمهور قرطاج، واهتزت على ايقاعاتها مدارج المسرح الروماني
وعلى عكس كل من اعتلى ركح قرطاج خلال هذه الدورة لم تكتف لينا شاماميان بساعتين من الغناء بل غنت على مدار 3 ساعات متواصلة واصرت على البقاء الى اخر لحظة من الحفل لتلتقط صور سلفي مع جمهورها .
لن نطيل الحديث لأن بعض الكلمات قد تعجز عن وصف سهرة من أجمل السهرات القرطاجنية دون مبالغة، فلينا شاماميان المحملة بهموم بلدها سوريا، تلك الفنانة التي اختارت لنفسها طريقا خاصا سلكته بثبات قدمت درسا في الفن والموسيقى المحملة بعديد الرسائل موسيقى الوطن والانسان والحب والفرح.

سناء الماجري